اسلام وحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلام وحياه

اسلاميات|ألعاب|مواضيع|بحوث|مناهج|حوارات|وكل شئ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فتنة الجمل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد حبيب
Admin
أحمد حبيب


المساهمات : 33
تاريخ التسجيل : 25/08/2010

فتنة الجمل Empty
مُساهمةموضوع: فتنة الجمل   فتنة الجمل Icon_minitimeالخميس ديسمبر 16, 2010 1:42 pm

- منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 253

فتنة الجمل : تلك الفتنة التي راح ضحيتها قرابة ثلاثين ألفا من المسلمين ! دعنا نقف عندها فنتساءل : هل كان قادة الجمل على الحق يوم بايعوا عليا بكل رضى واختيار ، أم يوم خرجوا عليه وجيشوا لقتاله الجيوش ؟ أكانوا على الحق يوم حرضوا

على عثمان ، أم يوم خرجوا يطلبون بدمه ؟ أم نسينا نحن ما نسوه ، أو تناسوه من تحذير النبي الأعظم لهم من تلك الفتنة ؟ ! لنقرأ منها لمحات فقط ، ولنتذكر : أن أم المؤمنين عائشة كانت بمكة ، خرجت إليها قبل أن يقتل عثمان ، فلما كانت في بعض طريقها راجعة إلى المدينة لقيها ابن أم كلاب ، فقالت له : ما فعل عثمان ؟



- منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 254

قال : قتل ! قالت : بعدا وسحقا ، فمن بايع الناس ؟ قال : طلحة . قالت : إيها ذو الإصبع . ثم لقيها آخر ، فقالت : ما فعل الناس ؟ قال : بايعوا عليا . قالت : والله ما كنت أبالي أن تقع هذه على هذه ، ثم رجعت إلى مكة ( 1 ) . فانصرفت إلى مكة

وهي تقول : قتل والله عثمان مظلوما ، والله لأطلبن بدمه ! قال لها : ولم ؟ والله إن أول من أمال حرفه لأنت ، ولقد كنت تقولين : اقتلوا نعثلا فقد كفر . قالت : إنهم استتابوه ، ثم قتلوه ، وقد قلت وقالوا ، وقولي الأخير خير من قولي الأول .

فقال لها ابن أم كلاب :

فمنك البداء ومنك الغير * ومنك الرياح ومنك المطر
وأنت أمرت بقتل الإمام * وقلت لنا : إنه قد كفر



* ( هامش ) *
( 1 ) تاريخ اليعقوبي 2 : 180 ، ابن أبي الحديد 6 : 215 - 216 الإمامة والسياسة 1 : 52 ، كتاب الأوائل : 97 . ( * )




- منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 255

فهبنا أطعناك في قتله * وقاتله عندنا من أمر
ولم يسقط السقف من فوقنا * ولم ينكسف شمسنا والقمر
وقد بايع الناس ذو تدرء * يزيل الشبا ويقيم الصعر
يلبس للحرب أثوابها * وما من وفى مثل من قد غدر ( 1 )

هذا مع أن مروان كان قد دعاها أيام كان عثمان محاصرا ، فقال لها : يا أم المؤمنين ، لو قمت فأصلحت بين هذا الرجل وبين الناس . فقالت : قد فرغت من جهازي وأنا أريد الحج . قال : فيدفع إليك بكل درهم أنفقته درهمين . قالت : لعلك ترى أني

في شك من صاحبك ؟ أما والله لوددت أنه مقطع في غرارة من غرائري ، وأني أطيق حمله ، فأطرحه في البحر ( 2 ) ! وأقام علي أياما ، ثم أتاه طلحة والزبير ، فقالا : إنا نريد العمرة ، فأذن لنا في الخروج ، فلحقا عائشة بمكة فحرضاها على الخروج ، فأتت أم سلمة ، فكلمتها في الخروج معهم ، فردت عليها أم سلمة كلاما ، منه قولها : ما أنت



* ( هامش ) *
( 1 ) تاريخ الطبري 5 : 172 ، الكامل في التاريخ 3 : 206 ، الفتوح لابن أعثم 1 : 434 ، الإمامة والسياسة 1 : 52 .
( 2 ) اليعقوبي 2 : 175 - 176 . ( * )




- منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 256

قائلة لو أن رسول الله عارضك بأطراف الفلوات ، قد هتكت حجابا قد ضربه عليك ( 1 ) ؟ . وقولها : أفأذكرك ؟ قالت : نعم . قالت أم سلمة : أتذكرين إذ أقبل عليه السلام ونحن معه ، فخلا بعلي يناجيه ، فأطال ، فأردت أن تهجمين عليهما ،

فنهيتك فعصيتني ، فهجمت عليهما ، فما لبثت أن رجعت باكية ، فقلت : ما شأنك ؟ فقلت : إني هجمت عليهما وهما يتناجيان ، فقلت لعلي : ليس لي من رسول الله إلا يوم من تسعة أيام ، أفما تدعني يا ابن أبي طالب ويومي ! فأقبل رسول الله صلى

الله عليه وآله وسلم علي وهو غضبان محمر الوجه ، فقال : " ارجعي وراءك ، والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلا وهو خارج من الإيمان " ؟ قالت عائشة : نعم أذكر . قالت أم سلمة : وأذكرك أيضا ، وكنت أنا وأنت

مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر له ، فقعد في ظل سمرة ( 2 ) ، وجاء أبوك وعمر فاستأذنا عليه ، فقمنا إلى الحجاب ، ودخلا يحادثانه فيما أرادا ، ثم قالا : يا رسول الله ، إنا لا ندري قدر ما تصحبنا ، فلو أعلمتنا من يستخلف

علينا ، ليكون بعدك مفزعا ؟ فقال لهما : " أما إني قد أرى مكانه ، ولو فعلت لتفرقتم عنه ، كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران " فسكتا ، ثم خرجا . فلما خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت له ، وكنت أجرأ عليه منا : من كنت يا رسول الله مستخلفا عليهم ؟



* ( هامش ) *
( 1 ) تاريخ اليعقوبي 2 : 181 ، ابن أبي الحديد 6 : 219 - 220 ، العقد الفريد 5 : 62 .
( 2 ) السمرة : من شجر الطلح . الصحاح ( سمر ) 2 : 689 . ( * )




- منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 257

فقال : " خاصف النعل " . فنظرنا ، فلم نر أحد إلا عليا ، فقلت : يا رسول الله ، ما أرى إلا عليا . فقال : " هو ذاك " ؟ فقالت عائشة : نعم ، أذكر ذلك . فقالت لها : فأي خروج تخرجين بعد هذا ( 1 ) ؟ ! وسار القوم قاصدين البصرة ، فلما

بلغوا ذات عرق لقي سعيد بن العاص مروان بن الحكم وأصحابه ، فقال لهم : أين تذهبون وتتركون ثأركم على أعجاز الإبل وراءكم ؟ يعني عائشة ، وطلحة ، والزبير - اقتلوهم ثم ارجعوا إلى منازلكم . فقالوا نسير لعلنا نقتل قتلة عثمان جميعا ( 2 )

ومر القوم في الليل بماء يقال له : الحوأب ، فنبحتهم كلابه ، فقالت : ما هذا الماء ؟ قال بعضهم : ماء الحوأب . قالت : أنا لله وإنا إليه راجعون ، هذا الماء الذي قال لي رسول الله : " لا تكوني التي تنبحك كلاب الحوأب " . فأتاها القوم بأربعين

رجلا ، فأقسموا بالله أنه ليس بماء الحوأب ! ! وأتى عبد الله بن الزبير فحلف لها بالله لقد خلفته أول الليل ، وأتاها ببينة زور من الأعراب فشهدوا بذلك . فزعموا أنها أول شهادة زور شهد بها في الإسلام ! وجاءها محمد بن طلحة ، فقال لها : تقدمي - يرحمك الله - ودعي هذا القول ( 3 ) !



* ( هامش ) *
( 1 ) ابن أبي الحديد 6 : 217 - 218 ، أعلام النساء 3 : 38 ، وقريب منه في الفتوح 1 : 456 وفيه زيادة
( 2 ) الكامل 3 : 209 ، الإمامة والسياسة 1 : 63 ، تاريخ ابن خلدون 2 : 608 .
( 3 ) قصة ماء الحوأب وحديث كلاب الحوأب متفق عليه عند أصحاب السير ، انظر : الكامل في التاريخ 3 : 210 ، = ( * )




- منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 258

وبلغوا البصرة ، وعامل علي عليه السلام عليها الصحابي عثمان بن حنيف الأنصاري ، فمنعهم من الدخول ، وقاتلهم ، ثم توادعوا ألا يحدثوا حدثا حتى يقدم علي ، ثم كانت ليلة ذات ريح وظلمة ، فأقبل أصحاب طلحة فقتلوا حرس عثمان بن حنيف

، ودخلوا عليه ، فنتفوا لحيته وجفون عينيه ، وقالوا : لولا العهد لقتلناك ، وأخذوا بيت المال ( 1 ) فلما حضر وقت الصلاة

، تنازع طلحة والزبير ، وجذب كل واحد منهما صاحبه حتى فات وقتها ، فصاح الناس : الصلاة الصلاة ، يا أصحاب محمد ! فقالت عائشة : يصلي محمد بن طلحة يوما ، وعبد الله بن الزبير يوما فاصطلحوا على ذلك ( 2 ) . ثم التقى الجمعان

فخرج الزبير ، وخرج طلحة بين الصفين ، فخرج إليهما علي ، حتى اختلفت أعناق دوابهم ، فقال علي : " لعمري قد أعددتما سلاحا وخيلا ورجالا إن كنتما أعددتما عند الله عذرا ، فاتقيا الله ، ولا تكونا ( كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ) ( 3 )

ألم أكن أخاكما في دينكما ، تحرمان دمي ، وأحرم دمكما ، فهل من حدث أحل لكما دمي ؟ ! " . قال طلحة : ألبت على عثمان .



* ( هامش ) *
= اليعقوبي 2 : 181 ، الفتوح 1 : 460 ، الإمامة والسياسة : 63 ، ابن أبي الحديد 6 : 225
تاريخ ابن الوردي 1 : 208 ، البداية والنهاية 6 : 217 ، 218
وانظر : مسند أحمد 6 : 52 ، 97 ، مسند أبي يعلى 8 : 282 / 512 ، دلائل النبوة 6 : 410 ،
المستدرك 3 : 119 - 120 ، الخصائص الكبرى 2 : 232 - 233 ، كنز العمال 11 ح / 31667 .

( 1 ) الكامل في التاريخ 3 : 215 ، اليعقوبي 2 : 181 ، الإمامة والسياسة : 69 ،
تاريخ ابن خلدون 2 : 610 ، سير أعلام النبلاء 2 : 322 .
( 2 ) تاريخ اليعقوبي 2 : 181 ، الطبقات الكبرى 5 : 54 .
( 3 ) النحل : 92 . ( * )




- منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 259

قال علي : " ( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ) يا طلحة ، تطلب بدم عثمان ؟ ! فلعن الله قتلة عثمان . يا طلحة ، أجئت بعرس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تقاتل بها ، وخبأت عرسك في البيت ! أما بايعتني ؟ ! " . قال : بايعتك والسيف على

عنقي ! فقال علي للزبير : " يا زبير ، ما أخرجك ؟ قد كنا نعدك من بني عبد المطلب حتى بلغ ابنك ابن السوء ، ففرق
بيننا " وذكره أشياء ، فقال : " أتذكر يوم مررت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بني غنم ، فنظر إلي ، فضحك

، وضحكت إليه ، فقلت له : لا يدع ابن أبي طالب زهوه ، فقال لك : " ليس به زهو ، لتقاتلنه وأنت ظالم له ؟ " . قال اللهم نعم ، ولو ذكرت ما سرت مسيري هذا ، والله لا أقاتلك أبدا . فانصرف الزبير إلى عائشة ، فقال لها : ما كنت في موطن منذ

عقلت إلا وأنا أعرف فيه أمري ، غير موطني هذا . قالت : فما تريد أن تصنع ؟ قال : أريد أن أدعهم وأذهب . قال له ابنه عبد الله : جمعت بين هذين الغارين ، حتى إذا حدد بعضهم لبعض أردت أن تتركهم وتذهب ؟ ! لكنك خشيت رايات ابن أبي

طالب ، وعلمت أنها تحملها فتية أنجاد ، وأن تحتها الموت الأحمر ، فجبنت ! فأحفظه ( 1 ) ذلك ، وقال : إني حلفت ألا أقاتله . قال : كفر عن يمينك ، وقاتله . فأعتق غلامه ( مكحولا ) ، وقيل ( سرجيس ) .



* ( هامش ) *
( 1 ) أحفظه : أغضبه . لسان العرب ( حفظ ) 7 : 442 . ( * )




- منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 260

فقال عبد الرحمن بن سلمان التميمي : لم أر كاليوم أخا إخوان * أعجب من مكفر الأيمان * بالعتق في معصية الرحمن ( 1 ) . وقيل : إنه رجع ، ولم يقاتل ( 2 ) .


تلك هي مسيرة الجمل ، مسيرة الجمل كل خطاها كانت ظالمة ، فهل يؤمها قوم عدول ؟ إن حكما كهذا لهو أشد عجبا من كل تلك الخطى .


وفي تاريخ ابن عساكر : بعث علي عليه السلام إلى طلحة أن القني ، فلقيه ، فقال له : أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " ؟ قال : نعم ، وذكره . فقال له : ولم تقاتلني ( 3 ) . وشهد شاهد من أهلها :

قال ابن عساكر : قدم معاوية المدينة ، فأقام بها ، ثم توجه إلى الشام ، فتبعه من تبعه ، فأدركه ابن الزبير في أول الناس ، فسار إلى جنبه ليلا وهو نائم ففزع له ، فقال : من هذا ؟ فقال ابن الزبير : أما إني لو شئت أن أقتلك لقتلتك . قال : لست هناك ، لست من قتال الملوك ، إنما يصيد كل طائر قدره .



* ( هامش ) *
( 1 ) تاريخ الطبري 5 : 200 ، الكامل في التاريخ 3 : 239 ،
تهذيب تاريخ دمشق 5 : 367 ، 368 ولم يذكر الشعر ، والحديث " لتقاتلنه وأنت ظالم له "
أخرجه أيضا : البيهقي في ( دلائل النبوة ) 6 : 414 ، والحاكم في المستدرك 3 : 366 - 367 .
( 2 ) الإمامة والسياسة : 73 ، تهذيب تاريخ دمشق 5 : 368 .
( 3 ) تهذيب تاريخ دمشق 7 : 87 . ( * )




- منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 261

فقال ابن الزبير : أما والله لقد سرت تحت لواء أبي إلى علي بن أبي طالب وهو من تعلم . فقال : لا جرم ، والله لقد قتلكم بشماله . فقال : أما إن ذلك في نصرة عثمان . قال معاوية : والله ما كان بك نصرة عثمان ، ولولا بغض علي بن أبي طالب لجررت برجلي عثمان مع الضبع ( 1 ) .



* ( هامش ) *
( 1 ) المصدر 7 : 410 .


.




..« استعرض الموضوع السابق · استعرض الموضوع التالي »...

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islamwe7aiah.yoo7.com
 
فتنة الجمل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام وحياه :: الاسلاميات-
انتقل الى: